احس بكوره تحت الفك – الأسباب المحتملة ومتى يجب القلق؟
الشعور بوجود “كورة” أو تكتل تحت الفك هو عرض شائع يواجهه العديد من الأشخاص. في معظم الحالات، لا يكون هذا التكتل خطيرًا، ولكنه قد يشير في بعض الأحيان إلى مشكلة صحية تستدعي التدخل الطبي. في هذا المقال، نوضح الأسباب المحتملة لهذا العرض، متى يُعد أمرًا طبيعيًا، ومتى يتطلب زيارة الطبيب.
![]() ما المقصود بـ “كورة تحت الفك”؟
ما المقصود بـ “كورة تحت الفك”؟
عندما يقول المريض “أحس بكورة تحت الفك”، فهو غالبًا يصف شعورًا بوجود تكتل صغير أو تورم ملموس تحت الفك السفلي. قد يكون هذا التكتل:
- في جهة واحدة أو الجهتين
- ثابت الحجم أو يتغير مع الوقت
- مؤلم أو غير مؤلم
- طري أو صلب
هذا التكتل قد يظهر بشكل مفاجئ أو يتطور تدريجيًا، وغالبًا ما يُكتشف أثناء لمس المنطقة أو عند تحريك الفك أو الرقبة.
أسباب التكتل أو الكورة تحت الفك
ظهور كتلة أو تكتل تحت الفك يمكن أن يكون نتيجة لمجموعة من الأسباب المختلفة، تتراوح ما بين حالات بسيطة ومؤقتة، إلى مشكلات صحية أكثر جدية. فيما يلي أبرز الأسباب الشائعة لهذه الحالة:
1. تضخم الغدد اللمفاوية (Lymphadenopathy)
يُعد من أكثر الأسباب شيوعًا للشعور بكتلة تحت الفك. الغدد اللمفاوية تعمل كجزء من الجهاز المناعي، وتتضخم عادةً كرد فعل على وجود التهابات أو عدوى في الجسم. الأسباب الأكثر شيوعًا لتضخمها تشمل:
- التهابات الحلق واللوزتين: مثل التهاب اللوزتين البكتيري أو الفيروسي
- التهابات الأسنان أو اللثة: مثل خراج الأسنان أو التهاب اللثة المزمن
- العدوى الجلدية في الوجه أو الرقبة: مثل الدمامل أو الجروح الملتهبة
خصائص التضخم اللمفاوي:
- يكون التكتل عادةً طريًا عند اللمس
- يتحرك بسهولة تحت الجلد
- قد يكون مؤلمًا في المراحل المبكرة
- يزول تلقائيًا خلال أيام أو أسابيع مع علاج السبب الأساسي
في حال استمرار التضخم أو تغير خصائصه (مثل أن يصبح صلبًا أو لا يتحرك)، يجب مراجعة الطبيب لاستبعاد أسباب غير حميدة.
2. التهابات أو انسداد في الغدة اللعابية تحت الفك (Submandibular Gland Disorders)
الغدة اللعابية تحت الفك مسؤولة عن إفراز اللعاب، وقد تتعرض لعدة مشكلات تؤدي إلى تورم ظاهر على شكل كتلة، ومن أهمها:
- انسداد القناة اللعابية بسبب حصوة (Sialolithiasis)، مما يمنع تصريف اللعاب
- العدوى البكتيرية في الغدة، خاصة عند تراكم اللعاب وانخفاض تدفقه
- جفاف الفم أو نقص الترطيب، الذي يزيد من احتمال حدوث الالتهابات
أعراض مرتبطة:
- ألم يزداد أثناء تناول الطعام (نتيجة تحفيز إفراز اللعاب)
- طعم غير طبيعي أو إفرازات من فتحات الغدد داخل الفم
- تورم في الجزء الخلفي من الفك السفلي، غالبًا على جهة واحدة
العلاج قد يشمل مضادات حيوية، ترطيب الفم، أو في بعض الحالات إزالة الحصوة جراحيًا.
3. الكيسات الدهنية أو الخراجات (Cyst / Abscess)
تتشكل الكيسات الدهنية عندما تنسد الغدد الدهنية تحت الجلد، بينما الخراجات تنشأ نتيجة تجمع الصديد بسبب عدوى بكتيرية.
الخصائص:
- كتلة واضحة تحت الجلد، غالبًا مؤلمة عند اللمس
- قد يصاحبها احمرار وسخونة في المنطقة
- في حال وجود خراج: قد تظهر أعراض عامة مثل الحمى أو الإعياء
الخراج يتطلب في كثير من الحالات تدخلًا جراحيًا لتصريفه، إلى جانب استخدام المضادات الحيوية.
4. الأورام الحميدة (Benign Tumors)
بعض الأورام الحميدة قد تظهر تحت الفك على شكل تكتلات بطيئة النمو، ومن أشهرها:
- الأورام الليفية (Fibroma): ناتجة عن نمو غير طبيعي للأنسجة الليفية
- الأورام الغدية (Pleomorphic Adenoma): تنشأ من الغدد اللعابية
الخصائص:
- عادةً غير مؤلمة
- تنمو ببطء مع الوقت
- قد تكون صلبة أو مرنة عند اللمس
- لا تتحسن تلقائيًا وتحتاج غالبًا إلى استئصال جراحي
رغم أنها غير سرطانية، إلا أن تقييم الطبيب ضروري لتحديد طبيعتها واستبعاد التحول الخبيث في بعض الحالات النادرة.
5. الأورام الخبيثة (Malignant Tumors)
رغم أن الأورام السرطانية في منطقة تحت الفك نادرة، إلا أنها تُعد من الأسباب التي يجب أخذها بعين الاعتبار، خصوصًا في الحالات التالية:
- كتلة صلبة غير مؤلمة تستمر لفترة طويلة
- لا تتحرك بسهولة تحت الجلد
- تزداد في الحجم بسرعة
- قد يصاحبها أعراض أخرى مثل فقدان الوزن أو تغيرات في الصوت أو صعوبة في البلع
أنواع الأورام المحتملة:
- سرطان الغدد اللعابية
- سرطان الغدد اللمفاوية (ليمفوما)
- امتداد لأورام من مناطق مجاورة (مثل الفم أو الحلق)
التشخيص المبكر يلعب دورًا أساسيًا في تحسين فرص العلاج والشفاء.
متى يجب زيارة الطبيب؟
 يُنصح بمراجعة الطبيب المختص في الحالات التالية:
يُنصح بمراجعة الطبيب المختص في الحالات التالية:
- استمرار الكتلة لأكثر من 10 إلى 14 يومًا
- زيادة حجم الكتلة مع مرور الوقت
- وجود ألم شديد أو مصاحب لحمى
- تغير لون الجلد فوق التكتل
- صعوبة في البلع أو فتح الفم
- إذا كانت الكتلة صلبة وغير متحركة
هذه الأعراض قد تدل على وجود مشكلة أعمق تحتاج إلى تشخيص دقيق.
طرق التشخيص
عند الشعور بوجود كتلة تحت الفك، يعتمد التشخيص الدقيق على تقييم شامل يجريه الطبيب المختص، وذلك بهدف تحديد سبب التكتل بدقة، سواء كان حميدًا أو يحتاج إلى تدخل علاجي خاص. تبدأ رحلة التشخيص عادةً بالفحص السريري، وقد تتضمن خطوات وفحوصات إضافية حسب الحالة السريرية لكل مريض.
فيما يلي أبرز أدوات ووسائل التشخيص المستخدمة:
1. التاريخ المرضي (Medical History)
- يسأل الطبيب عن مدة ظهور الكتلة، وهل حدثت فجأة أم تدريجيًا.
- يتم استعراض الأعراض المصاحبة مثل الألم، الحمى، تغيرات في الحجم، أو صعوبة في البلع أو التنفس.
- مراجعة التاريخ الصحي العام للمريض، مثل وجود أمراض مزمنة، عدوى سابقة، أو حالات أورام في العائلة.
الحصول على تاريخ دقيق يساعد في توجيه الطبيب نحو التشخيص الأقرب من البداية.
2. الفحص السريري اليدوي (Clinical Examination)
- يقوم الطبيب بلمس الكتلة لتحديد خصائصها: الحجم، القوام (صلب أو طري)، مدى تحركها، وجود ألم عند اللمس.
- فحص مناطق الرقبة، الفم، الحلق، الغدد اللعابية، والغدد اللمفاوية المجاورة.
- في بعض الحالات، يتم فحص داخل الفم والبلعوم للتأكد من عدم وجود مصادر خفية للتورم.
3. التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
يُعد من الفحوصات الأولية المفيدة جدًا، لأنه:
- غير مؤلم ولا يحتاج إلى تحضيرات مسبقة
- يوضح طبيعة التكتل (صلب، كيسي، يحتوي على سوائل…)
- يساعد في التمييز بين الغدد اللمفاوية المتضخمة، الأكياس، أو الأورام
غالبًا ما يُستخدم لتوجيه الطبيب نحو الخطوة التالية في التشخيص.
4. التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan)
- يُستخدم عند الحاجة لتقييم أدق لبنية الفك، الغدد اللعابية، والعقد اللمفاوية العميقة
- يُظهر مدى انتشار الكتلة داخل الأنسجة المحيطة
- مفيد في حالات الاشتباه بوجود أورام أو التهابات عميقة
5. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
- يُستخدم في الحالات المعقدة التي تحتاج إلى تفاصيل دقيقة عن الأنسجة الرخوة
- مفيد في التمييز بين الأورام الحميدة والخبيثة
- لا يُستخدم دائمًا كفحص أولي، بل يُطلب حسب طبيعة الكتلة والاشتباهات الإكلينيكية
6. تحاليل الدم (Blood Tests)
تُستخدم لتقييم وجود علامات عدوى أو التهابات مثل:
- ارتفاع الكريات البيضاء
- سرعة الترسيب (ESR) أو بروتين C التفاعلي (CRP)
- مؤشرات أورام أو أمراض مناعية في بعض الحالات النادرة
تُساعد هذه التحاليل في توجيه التشخيص، خاصة عند وجود أعراض عامة كارتفاع الحرارة أو التعب.
7. الخزعة (Biopsy)
إذا كانت هناك شكوك حول طبيعة الكتلة، خاصة إذا كانت صلبة، غير مؤلمة، وتستمر لفترة طويلة، قد يوصي الطبيب بأخذ خزعة، وتشمل:
- خزعة بالإبرة الدقيقة (Fine Needle Aspiration – FNA): تُستخدم غالبًا في العيادة لتقييم أولي سريع
- خزعة جراحية (Excisional Biopsy): تُجرى في غرفة العمليات لاستئصال جزء أو كامل الكتلة وفحصها نسيجيًا
الخزعة تُعد الإجراء الحاسم لتشخيص الأورام وتحديد نوعها بدقة.
خيارات العلاج
 العلاج يختلف حسب السبب:
العلاج يختلف حسب السبب:
- علاج السبب الأساسي: مثل التهابات الحلق أو اللوزتين أو الأسنان
- مضادات حيوية: في حالة العدوى البكتيرية
- إزالة الحصوات: من قنوات الغدد اللعابية
- جراحة: لإزالة الغدد المتكررة الالتهاب أو الأورام
- متابعة دورية أو علاج خاص في حالات الأورام الخبيثة
خلاصة
الشعور بكتلة أو “كورة” تحت الفك قد يكون عرضًا بسيطًا ومؤقتًا، لكنه في بعض الحالات يكون مؤشرًا لحالة صحية تتطلب التدخل. لذلك، من المهم عدم إهمال هذا العرض، خصوصًا إذا استمر أو صاحبه أعراض أخرى.
إذا كنت تشعر بوجود تكتل تحت الفك أو لاحظت أي من الأعراض المذكورة، يُفضل حجز موعد مع طبيب مختص في جراحة الوجه والفكين أو الأنف والأذن والحنجرة لإجراء تقييم شامل وتحديد العلاج المناسب في الوقت المناسب.
 
			 
				 ما المقصود بـ “كورة تحت الفك”؟
ما المقصود بـ “كورة تحت الفك”؟
مفيش نتيجه بالمضاد الحيوية
عدم استجابة الكتلة تحت الفك للمضادات الحيوية قد يشير إلى أن الكتلة ليست ناتجة عن عدوى بكتيرية أو تتطلب فحوصات أكثر دقة. الأسباب المحتملة للكتلة تحت الفك تشمل تورم العقد الليمفاوية بسبب عدوى فيروسية، مشاكل الغدة اللعابية (مثل الانسداد أو الحصوات)، كيسات حميدة (مثل الليبوما أو كيسات الغدة اللعابية)، أو في حالات نادرة، كتل خبيثة (مثل الليمفوما أو سرطان الغدة اللعابية). للتشخيص الدقيق، يُنصح بمراجعة أخصائي أنف وأذن وحنجرة لإجراء فحوصات مثل الموجات فوق الصوتية، التصوير المقطعي، أو أخذ عينة. إذا كبرت الكتلة، أصبحت مؤلمة، أو ترافقت مع أعراض مثل الحمى، فقدان الوزن، أو التعرق الليلي، يجب مراجعة الطبيب فورًا.